"ليلة العودة إلى الدامون": إحياء ذكرى النكبة في القرية المهجّرة

تخلّل البرنامج معرض كتاب، وبسطات للمنتجات اليدويّة، وعرض فنيّ لجمعية "بدايتنا" لفنون المسرح. وفي مستهلّ الأمسية، وقف المشاركون دقيقة صمت على أرواح الشهداء.

جانب من المشاركين في الأمسية ("عرب 48")

شارك العشرات، مساء الإثنين، في أمسية "ليلة العودة إلى الدامون" العاشرة، والتي نُظّمت على أرض الدامون المهجّرة، إحياءً للذكرى الـ76 للنكبة، وتأكيدا على حقّ العودة.

وتخلّل البرنامج معرض كتاب، وبسطات للمنتجات اليدويّة، وعرض فنيّ لجمعية "بدايتنا" لفنون المسرح.

وفي مستهلّ الأمسية، وقف المشاركون دقيقة صمت على أرواح الشهداء. وافتتح الأمسية عضو لجنة مهجّري الدامون نضال عثمان، وقال: "نحن شعب محبّ للحياة في أرضه ووطنه، ونحن لا نساوم على بقائنا في وطننا؛ نحن باقون في الدامون والرويس والبروة".

وأضاف أنه "لا يمكن إبادة شعبنا الذي يطلب الحياة، ولن تنجح قوات الاحتلال الإسرائيلي في محاولاتها الرامية إلى ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. نحن أبناء هذه البلاد ولن نرحل عنها، والعلم الفلسطيني يمثّلنا، ولن ينجح أحد في ترهيبنا، وكمّ أفواهنا".

بدوره، قال الأب سيمون خوري في حديث لـ"عرب 48": "جدّي كان مختار الدامون، ووالد جدتي كان الخوري في الدامون، ومشاركتي بالأمسية تأتي لما يمليه الواجب الدينيّ والوطنيّ".

وأضاف خوري: "يجب أن أعود إلى أرضي التي هُجّرت منها، أنا وأبناء شعبي في ظلّ التآمر الدوليّ على الفلسطينيين، والتواطؤ مع الصهاينة".

وذكر أن "الأمر أكبر من كونه نكبة، فنحن نشهد إبادة جماعيّة، وقد أُفرغت 571 قرية من أهلها تماما، وهُجّر نصف الشعب الفلسطينيّ إلى مختلف بلدان العالم"، مضيفا أن "ما يحدث اليوم، أقسى بكثير من النكبة"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرّة على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف، فضلا عن دمار هائل وغير مسبوق، و"كارثة" صحيّة.

وقال رئيس المجلس المحلي في بلدة كابول، نادر طه، لـ"عرب 48": "على الرغم من أنني لست من أبناء الدامون، إلا أن ما يجمعني مع أبناء الدامون هو الألم الواحد، والانتماء للوطن، ونحن نشعر اليوم بأننا لاجئون في منازلنا".

وأضاف أنه "يجب علينا المشاركة في كافة الفعاليات الوطنية، الهادفة إلى تعزيز تمسّكنا بجذورنا وهويتنا، وصولا إلى عودتنا جميعا إلى مدننا وقرانا".

وذكر منير بقاعي وهو عضو في لجنة مهجّري الدامون، أن "حقّ العودة سيتحقّق قريبا"، مضيفا: "نحن على يقين بأننا سنعود يوما إلى الدامون، وإن لم يتحقّق هذا في وقتنا الحاليّ، فقد يتحقق على زمن أبنائنا أو أحفادنا، فلا يموت حق وراءه مطالب".

جانب من المشاركين في الأمسية ("عرب 48")

وأضاف بقاعي: "نهدف من خلال هذه الفعاليات إلى نشر الوعي بين أبناء الأجيال التي وُلدت بعد النكبة، بأن يتشبثوا بأرض أجدادهم، ويقوموا بنشاطات مختلفة تعمّق انتماءهم إليها".

من جانبها، قالت أمل بقاعي - كيال، إحدى أعضاء لجنة مهجّري الدامون: "هذه الأمسية تقليد سنويّ ننتظره كل عام بفارغ الصبر، حتى نتمكن من زيارة أرض الدامون، أرض الأجداد والآباء".

وأضافت: "كان والدي وأعمامي يشاركون في هذه الفعالية، وقد أحضرت أطفالي معي للتأكيد على أننا ننقل الانتماء إلى الأجيال القادمة، فهذا الأمر يجب أن ينتقل من جيل إلى جيل، ويجب كذلك المحافظة على جذورنا وهويّتنا".

وقال إسلام عياشي من طمرة، إن "الهدف من أمسية العودة إلى الدامون هو توعية الأجيال المتعاقبة، بشأن أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية، والتمسّك بالأرض، من خلال إعادة سرد الرواية الحقيقية للنكبة المستمرّة، والتي تتكرر مع الأسف".

("عرب 48")

وأضاف عياشي: "هذ العام العاشر الذي نحيي من خلاله هذه الذكرى، ولا بُدّ للحق أن يعود إلى أصحابه يوما ما، ولا يمكن لنا أن ننسى حقوقنا المشروعة المغتصَبة".

("عرب 48")
("عرب 48")

التعليقات